اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
تفسير كلمة التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب
81501 مشاهدة
دعوة الشيخ ابن عبد الوهاب للقبوريين

...............................................................................


ذكروا أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- لما كان أول أمره في بلد الدرعية كان هناك قبر يقولون: إنه قبر زيد بن الخطاب وهو أخو عمر بن الخطاب قتل شهيدا في واقعة اليمامة بين خالد بن الوليد ومن معه و مسيلمة فكانوا أهل العيينة يأتون إليه وينادونه: يا زيد أعطنا، يا زيد اشفع لنا، يحضر معهم الشيخ، ويقول لهم: الله خير من زيد الله أقرب من زيد الله أقوى من زيد لا يستطيعون أن يقولوا: كذبت، يعرفون أنه حق، أن الله أملك لكل شيء، فلم يزل يقنعهم؛ حتى تابوا، وأقلعوا، وأمرهم أن يهدموا البناية التي على ذلك القبر، وأن يسووه بسائر القبور، وكانوا قد رفعوه، وبنوا عليه قبة، وكانوا -أيضا- قد جصصوه وما حوله، فعند ذلك.. كان هو الذي ابتدأ بهدم ذلك البناء.
كان عندهم –أيضا- شجرة في العيينة يعتقدون فيها، فكانوا يعتمدون عليها، ويلوذون بها، ويدعونها، ويتبركون بتربتها، وبأوراقها؛ فلما نبههم، قال: اقطعوها. فأحجموا عن قطعها، وخافوا، وظنوا أن من قطعها يصاب بالخبال، فاستأذنهم أن يقطعها، فأخذ الفأس، وأخذ يضرب في أصلها، ولما رأوا أنه استمر ولم يصب بشيء جاء إليه من يساعده؛ حتى قطعوها. ظن العامة أنه يصاب بجنون، ويصاب بخبال، وانتظروا.. قالوا: لا يصبح إلا وهو حمار أو حيوان أو حشرة. أصبح وهو بأصح حال، وأنعم بال، وجاء إلى مكانها ومسحه. لا شك أن هذا من آثار الجهل.
أيضا لما انتقل إلى الدرعية كان في الدرعية -أيضا- معابد، فكان عندهم نخلة التي يقال لها: الفحل أو الفحّال، هذه النخلة يعتقدون فيها، إذا تأيمت المرأة -ما تقدم أحد للزواج بها- تأتي إلى ذلك الفحل فتضمه، وتقول: يا فحل الفحول.. أريد زوجا قبل الحول. في خيالهم أن هذه النخلة تسبب لها الزواج، جهلتهم إذا سمعوا بها تقدم بعضهم لخطبتها وخطبوها وقالوا: نصرك ذلك الفحل. أمر الشيخ بقطعها وزال أثرها.
كان في الدرعية -أيضا- غار، ذلك الغار يدعون أن إحدى بنات الأمير اعتصمت به، لما جاءها أحد الفسقة، وحاول أن يفجر بها، فلاذت بذلك الغار، واختفت فيه، ونجت من ذلك الفاسق، يعتقدون في ذلك الغار، ويأتون إليه، يتمسحون به، ويصبون عليه الأدهان والزيوت، ويتبركون به؛ وهذا دليل على أن الشرك عاد كما كان، لما اهتدوا.. أمرهم الشيخ أن يهدموا ذلك البناء، فتعاونوا عليه، وهدموه، وكذلك أيضا كسروا ذلك الغار، وزالت آثار تلك الشركيات.